في الجولة التي سوف تقودنـا إلى كواكب ونجوم ومجرات بعيدة تشكل كوننا المنظور، لابد من نقطة للإنطلاق. إنهـا حيث نعيش، الأرض، حيث اكتشف نوع من الحيوانات تميز بالفضول والذكاء أنه يعيش على كوكب صغير ضمن كون لامتناه.
الأرض هي الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية من حيث البعد عن الشمس. تشكلت قبل حوالي 4.54 مليار سنة، لكن الحياة ربما لم تظهر على سطحها إلا قبل حوالي 600 مليون سنة.
من أروع الأوصاف التي وصفت بها الأرض، هذا المقتبس من كتاب Pale Blue Dot: A Vision of the Human Future in Space لعـالم الفلك الشهير كارل ساجان:
ـ"من نقطة النظر البعيدة هذه، قد لا تبدو للأرض أيّة أهمية خاصة، ولكن بالنسبة لنا.. الأمر مختلف
أعد النظر إلى تلك النقطة.. إنها هنا..إنها الوطن..إنها نحن..ـ
أعد النظر إلى تلك النقطة.. إنها هنا..إنها الوطن..إنها نحن..ـ
عليها كل من تحب، كل من تعرف، كل شخص سمعت عنه، كل كائن بشري وُجد طوال التاريخ.. عاش حياته هناك..
محصلة كل أفراحنا وأحزاننا، آلاف اﻷدﻳﺎن واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﭼﻴﺎت والمذاهب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻮاﺛﻘﺔ
كل صيادٍ وباحث عن الطعام
كل بطل وجبان
كل خالقٍ وهادم للحضارات
كل ملك وفلاح
كل ﺷﺎب وﻓﺘﺎة متحابين
كل أم وأب، طفل واعد، مخترع ومكتشف
كل معلم للأخلاق، كل سياسي فاسد
كل "نجم لامع" من نجوم الفن، كل "قائد عظيم"ـ
كل قديس ومذنب على مر تاريخنا البشري
كلهم عاشوا هنا..ـ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺬرة ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎر المعلقة ﻓﻲ ﺷﻌﺎع ﺷﻤسي..ـ
كل صيادٍ وباحث عن الطعام
كل بطل وجبان
كل خالقٍ وهادم للحضارات
كل ملك وفلاح
كل ﺷﺎب وﻓﺘﺎة متحابين
كل أم وأب، طفل واعد، مخترع ومكتشف
كل معلم للأخلاق، كل سياسي فاسد
كل "نجم لامع" من نجوم الفن، كل "قائد عظيم"ـ
كل قديس ومذنب على مر تاريخنا البشري
كلهم عاشوا هنا..ـ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺬرة ﻣﻦ اﻟﻐﺒﺎر المعلقة ﻓﻲ ﺷﻌﺎع ﺷﻤسي..ـ
ما الأرض سوى بقعة صغيرة للغاية، في مسرحٍ كوني عظيم..ـ
تأمل لوهلةٍ ﻛﻞ أﻧﻬﺎر اﻟﺪم اﻟﺘﻲ أراﻗﻬﺎ جنرالات الحرب واﻷﺑﺎﻃﺮة من أجل أن يصبحوا أسياداً لحظيين ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮة ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ..ـ
تأمل لوهلةٍ الوحشية التي ملأت قلوب شعب عاش على إحدى زوايا هذه النقطة، ليغور ويتغلب على شعب آخر، عاش على زاوية أخرى منها... إﻧﻨﺎ بالكاد نستطيع تمييز ﺑﻌﻀﻬﻢ البعض.
ﺗُﺮى، ﻣﺎ ﻣﺪى سوء الفهم ﺑﻴﻨﻬﻢ؟
ما ﻣﺪى توقهم لقتل أحدهم الآخر؟
كم كانت كراهيتهم الشديدة وبغضهم لبعضهم البعض؟
تأمل لوهلةٍ ﻛﻞ أﻧﻬﺎر اﻟﺪم اﻟﺘﻲ أراﻗﻬﺎ جنرالات الحرب واﻷﺑﺎﻃﺮة من أجل أن يصبحوا أسياداً لحظيين ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮة ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ..ـ
تأمل لوهلةٍ الوحشية التي ملأت قلوب شعب عاش على إحدى زوايا هذه النقطة، ليغور ويتغلب على شعب آخر، عاش على زاوية أخرى منها... إﻧﻨﺎ بالكاد نستطيع تمييز ﺑﻌﻀﻬﻢ البعض.
ﺗُﺮى، ﻣﺎ ﻣﺪى سوء الفهم ﺑﻴﻨﻬﻢ؟
ما ﻣﺪى توقهم لقتل أحدهم الآخر؟
كم كانت كراهيتهم الشديدة وبغضهم لبعضهم البعض؟
إن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻀﻮء الباهتة ﻫﺬه ﺗﻘﻒ ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ أوﺿﺎﻋﻨﺎ المصطنعة وﻣﺎ ﻧﺘﺼﻮره ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ذاﺗﻴﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻤﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ أوﻫﺎم ﺣﻮل وﺿﻌﻨﺎ المتميز في الكون. ﻓﻜﻮﻛﺒﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ومضة ﺿﺌﻴﻠﺔ وﺣﻴﺪة ﻓـﻲ فراغ كوني مظلم فسيح. وﻓﻲ وسط ﻫﺬه اﻟﻈﻠﻤﺔ المتسعة، لا نملك أيَ دليل بأن مساعدةً ستأتي يوماً من الخارج، لإنقاذنا، من أنفسنا.ـ
إن كوكب الأرض ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮﺣﻴﺪ المعروف، حتى الآن، الذي في مقدوره احتضان الحياة. ولا يوجد أي مكانٍ آخر -على الأقل في المستقبل القريب- يمكننا الرحيل إليه. في مقدورنا زيارة عوالم الأخرى، أﻣﺎ الاستقرار خارجَ الأرض! فليس بممكنٍ بعد. وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل، فهذا الكوكب، ﺳﻮاء رﺿﻴﻨﺎ أم ﻟﻢ ﻧﺮض، ﻫﻮ ﻣﻘﺎﻣﻨﺎ.
لقد قيل إن دراسة علم الفلك تُعلم التواضع، وتبني صورة إنسانية في دارسها. وربما ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﳊﻤﺎﻗﺔ ﺗﺼﻮرات اﻹﻧﺴﺎن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة المأخوذة ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻟﻌﺎلمنا اﻟﺼﻐﻴﺮ.
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ، ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ اﻟﺒﻌﺾ بمزيد ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ واﻟﻌﻄﻒ، وﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺰرﻗﺎء اﻟﺒﺎﻫﺘﺔ واﻻﻋﺘﺰاز ﺑﻬﺎ.. ﻓﻬﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻨﺎه."ـ
الأرض: بيتنا في الكون
Reviewed by th3light
on
7:43 AM
Rating:
No comments: