5 أشياء يجب أن تعرفها عن رحلة البحث عن المادة المظلمة

5 أشياء يجب أن تعرفها عن رحلة البحث عن المادة المظلمة

نحن نعلم بوجود المادة المظلمة، لكن مالا نعرفه: هو مما تتركب وماهي بالضبط؟
إنهـا تشكل ربع حجم الكون، وبدون وجودها ستنفصل المجرات و تتلاشى النجوم، توجد هذه المادة بوفرة، بخمسة أضعاف توافر المادة العادية (و هي المادة التي تشكل الأشجار، النجوم ونحن أيضا...).
حتى الآن لم يستطع العلماء رؤية أو مشاهدة هذه المادة أو تحديد ماهيتها، لكن الأمر الأكيد هو أنهم يقتربون من الإجابة على الأسئلة المطروحة حولها.

1)- أدرك علماء الفلك في ثلاثينات القرن الماضي أنهم إذا جمعوا كل كميات المادة الموجودة في مجرة ما في مركز هذه المجرة لن تكون الجاذبية الناتجة قادرة على جمع كل مكونات المجرة لذا لابد من وجود شيء آخر مسؤول عن ذلك و أيضاً من المفترض توافره بكثرة. أشار العلماء بداية إلى ذلك الشيء الغامض بمفهوم "الكتلة لمفقودة " ثم أطلق عليها منذ ذلك اسم: "المادة المظلمة".

2)- من المُتوقع أن يحدد مصادم الهادرونات الكبير LHC -و هو أقوى مسرّع للجزيئات في العالم- شكل و تركيب المادة المظلمة بشكل قطعي و السهولة في ذلك تتلخص في اكتشاف جسيمات الـ "WIMPs " و هي الجسيمات الأكثر ترشيحاً لتكوين تلك المادة حيث يقول الباحث في علم الفيزياء الجزيئية جوناثن فينغ Jonathan Feng : " أنه من المتوقع أن تثبت جسيمات الـ *WIMP صحة التخمينات حول المادة المظلمة بعيداً عن النظريات البسيطة".
-داخل مصادم الهادرونات الكبير، يبلغ العدد التقريبي للتصادمات حوال 600 مليون تصادم في الثانية .
* جسيمات الـ WIMP : " Weakly Interacting Massive Particles " أو الجزيئات الضخمة ضعيفة التفاعل، اكتسبت هذه الجزيئات اسمها بسبب ندرة التفاعلات التي تدخل بها، كان حجمها الكبير عاملاً هاماً لتشكيلها نسبة 27% من حجم الكون، بالطبع فنحن نفترض أنها جزيئات لكن حتى هذا الأمر غير مؤكد حتى الآن.

3)- المصادمات هي ليست الأدوات الوحيدة المستخدمة في هذه الأبحاث حيث تعمل مجموعة من الباحثين و الخبراء على فهم المادة المظلمة عن طريق دراسة تأثيراتها الجانبية. قسم منهم يهدف إلى مراقبة هذه المادة عن طريق دراسة تصادم الجزيئات العادية في مختبرات موجودة على كوكب الأرض فيما تبحث مجموعة أخرى عن ردود الأفعال الناتجة عن تصادم جزيئتين من المادة المظلمة في الفضاء.

4)- يستطيع العلماء أيضاً الكشف عن وجود هذه المادة من خلال مراقبة كيفية حرف الجاذبية للضوء المار خلال المادة مثل حالة انحراف الضوء في الموشور. يقوم فريق من مرصد اليابان الفلكي الوطني بتتبع هذا السلوك الضوئي ليتمكنوا من وضع أول خريطة لوجود المادة المظلمة و التي يتوقع إتمامها بحلول عام 2019، حيث ستكشف هذه الخريطة عن انتشار المادة المظلمة مما يؤدي إلى تحديد كتلتها و كثافتها.

5)- حتى إذا استطاع العلماء تحديد تركيب المادة المظلمة سيكونون فقط في بداية فهمهم لطريقة عمل الكون حيث يشكل مجموع كتلة المادة المظلمة و المادة العادية نسبة 30% من حجم الكون فيما تبقى 70% من حجمه مجهولة حتى الآن، السؤال هو مما يتركب هذا الجزء الباقي؟! و هنا ننتقل إلى مفهوم "الطاقة المظلمة" و هي نوع غريب و غامض من أنواع القوى سيشغل اهتمام العلماء و الباحثين بعد الانتهاء من أمر المادة المظلمة .