الثُّقب الأسود.

الثُّقب الأسود.
السؤال الذي يشغل بال الكثير، هو حُول السقوط في الثُّقب الأسود.
قد تتوقع أن يتم سَحقَك أو تمزيقَك إلى أشلاء، ولكن الحقيقة أغرب من ذلك بكثير. فالواقع ينقسم إلى شيئين : الأول أن تتحول إلى رماد في الحال، أما الثاني أن تغرق داخل الثُّقب الأسود دون أن يمسّك
سوء.
الثقب الأسود هو القاعدة التي كَسَرت كل قوانين الفيزياء التي نعرفُها. لقد علّمنا أينشتاين أن الجاذبية تلوي الفضاء نفسه فتُعطي موضِع ذا كثافه عالية. فعندما يستهلك نجمٌ هائلٌ وقوده ينهار بفعل وزنُه ويهوي إلى أحد الثقوب السوداء. فقط النجوم ذات الوزن الكبير والتي تكون عادةً أكبر من شمسنا بنحو 25 مرة هي التي يؤدي موتها إلى ظهور ثُّقب أسود.إذًا فالثقب الأسود ناتج عن انفجار نجمٌ كبير.
فكلما اقتربنا من الثُّقب الأسود كلما زادت الجاذبية التي تَفُوق سُرعة الضّوء، فلا يستطيع الضّوء الهروب من الثُّقب الأسود. فإذا اقتربت أكثر من النقطة التي عندها فلا يستطيع الضّوء الهروب ولا يمكنك الرجوع. فلتعش تجربة الوقوع في الثُّقب الأسود .
كلما اقتربنا أكثر من الثُّقب الأسود يُصبح الفضاء مُنحني أكثر حتى نصل الي المركز فيكون الانحاء بلا حدود. وهنا يقف الزمان والمكان ليُكوِّن أفكار ذات معنى، وتقف كل قوانين الفيزياء التي نعلمُها مكتوفةَ الأيدي عن تفسير ما يحدث الآن لنرى ماذا سيحدث نتاجًا للسُقوط في نطاق الثُّقب الأسود.
إن الفرضيات القائمة تقول أنك إذا اقتربت من الثُّقب الأسود، فسوف تتمدد وتُصبح مثل المعكرونة الرفيعة الطويلة، بمعنى أنه إذا دخلت في الثُّقب الأسود بأقدامك أولًا، فسوف تتعرض أقدامُك لجاذبيةٍ أكبر بكثير من الجاذبية التي يتعرض لها رأسك. وكلما اقتربت أكثر من الثُّقب، فسيؤدي الفرق في قوة الجاذبية التي يتعرض لها رأسك وأقدامِك إلى أن يتضخم رأسُك حتى ينفصل عن جسمك. وعلى الفور تقوم هذه الجاذبية المُترددة بتحويل كل خلية في جسمك وكل جزيء وكل ذرة إلى أجزاء أصغر.
وطبقاً للرياضيات، إذا كان الثُّقب الأسود صغير الحجم نسبيًا، أي عدّة أعشار من حجم الشمس، فسوف تحدُث عملية تمدُد وفصل للرأس، وتجزئة للجسد قبل أن يجتاز الإنسان النقطة التي عندها تمتص جاذبية الثُّقب الأسود الضّوء. أما إذا كان الثُّقب الأسود ضخمًا، أي أكبر ملايين المرات من حجم الشمس، فسيكون الاقتراب من تلك النقطة آمنًا، حيثُ يحدُث التقطيع والذوبان للجسد في مرحلةٍ لاحقة.
في عام 2012، أثناء محاولة فِهم ما إن كانت المعلومات تتوقف وتختفي في أحد الثُّقوب السوداء إلى الأبد، توصل جون بولشينسكي إلى أن وجود مصير آخر لهذه المعلومات أمر مُحتمل. فحسب ميكانيكا الكم، تُصبح النقطة التي يُمتص عندها الضّوء داخل الثُّقب الأسود جدارًا هائلًا من النار يُمكنه أن يُحولُكَ إلى رماد بمُجرد عبوره، ولن تمُر حتى بمرحلة التمدُّد والتقطيع تلك. ولكن عدد من علماء الفيزياء لا تعجبهم هذه الفكرة. فحسب أحد قواعد نظرية أينشتاين النسبية، لا يشعر الإنسان الذي يسقط في نقطة اللاعوده تلك بأي شيء مُختلف، فقط يطفو في الفضاء.
فجدارُ النار ذلك يتناقض إذًا مع ما يعرف بـمبدأ التكافؤ «أو مبدأ التساوي بين كتلة الجاذبية وكتلة القصور»، وهو يمثل قاعدة لا يميل علماء الفيزياء إلى إهمالها بسهولة. لهذا، جرب العلماء فكرةً تِلو الأُخرى في محاولة التوصل إلى ما بات يُعرَف بـ «مفارقة جدار النار». وفي ذلك الإطار، ليس هناك اتفاق على أي شيء حتى الآن.
ولمعرفة ما يحدث بشكلٍ قاطع داخل الثُّقب الأسود، عليك ببساطة أن تذهب إلى هناك بنفسك. ولكن تبقى المُشكلة في عدم استطاعتك إخبار أحد بما رأيتُه، لأنها رحلة ذهاب بلا عودة.
الثُّقب الأسود. الثُّقب الأسود. Reviewed by th3light on 2:39 PM Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.