فرضيات تتعلق بهويّة "هرمس" Suppositions Concerning The Identity of Hermes

لقد أكّد الفيلسوف الأفلاطوني "إيامبليكوس" Iamblichus بأن هرمس Hermes كان قد ألّف عشرين ألف كتاب؛ وزاد المؤرخ المصري "مانيثو" Manetho (كان كاهناً في عهد الملك بطليموس الثاني "حوالي 280.ق.م") على هذا العدد حتى وصل إلى أكثر من ستة وثلاثين ألف كتاب (راجع مؤلفات جيمس غاردنر James Gardner). من الواضح أن أعداداً كبيرة كهذه عندما تُنسب إلى شخص واحد, ورغم أنه قد غلبت عليه بعض المزايا الإلهية, إلا أنه يعجز منطقياً عن إنجاز مثل هذا العمل الهائل بمفرده. من بين الفنون والمعارف التي تم التأكيد بأن هرمس قد أباح بها وأظهرها للبشرية كانت الطب Medicine, الكيمياء Chemistry, القانون Law, القوسية Arc (لم أستطع العثور على أيّ مرجع يخص هذا العلم ولكن أعتقد أن "بالمر" يشير إلى علم الفلك), علم التنجيم Astrology, الموسيقى Music, علم البلاغة Rhetoric, السحر Magic, الفلسفة Philosophy, الجغرافيا Geography, الرياضيات Mathematics (خصوصاً الهندسة Geometry), وفن الخطابة Oratory. كان اليونانيون قديماً يشهدون بالمثل لــ"أورفيوس" Orpheus (وهو كاتب وموسيقي أسطوري إغريقي ونبي في الديانة اليونانية القديمة).

في كتابه "سيرة تاريخية قديمة" Biographia Antiqua, يصف "فرانسيس باريت" Francis Barrett هرمس قائلاً: "إذا كان الله قد تجسّد فعلياً بهيئة إنسان, فلم يكن ذلك سوى بشخصه, وتبرهن على ذلك كتبه وعمله الذي بعنوان "البيماندر" Pymander (يحتوي على الكثير من المفاهيم الهرمسية الأساسية, بما فيها الحكمة المقدّسة وأسرار الكون التي كُشفت أمام هرمس). وقد انتشرت بذور أفكاره وعلمه المقدّس في كل مكان وعبر كل الأجيال, وأثبت من خلال روعتها وجلالتها بأنه ليس شخصية مقدّسة فحسب بل فيلسوف أصيل أيضاً, مستلهماً حكمته من الله وجهات سماوية أخرى, وليس من الإنسان".

إلمامه الواسع ومعرفته التجاوزية Transcendent رفعت من مرتبة هرمس وجعلته في مصاف الكثير من الحكماء والأنبياء الأوائل. في كتابه "الميثولوجيا القديمة" Ancient Mythology, كتب "برايانت" Bryant قائلاً: "ذكرتُ سابقاً بأن قدموس Cadmus (في الأساطير الإغريقية هو ابن أجينور ملك صيدا الفينيقي وشقيق أوروبا) هو ذاته الإله المصري تحوت Thoth؛ حيث من الواضح والجلي بأنه هرمس ذاته, خصوصاً عبر اختراع الأحرف الأبجدية التي نُسبت إليه". ويعتقد الباحثون بأن هرمس هو ذاته "أنوخ" أو "أنوش" Enoch الوارد في النصوص اليهودية, والذي يصفه "كينيالي" Kenealy بأنه: "ثاني رسل الله".

عند ترجمة Enoch من الإسم الأصلي في العبرية (أنوش) يصبح (أنس) في العربية, أو (أنس الله) كما ورد في سفر الخروج بالتوراة. في الإسلام يعتبره البعض هو النبي "إدريس" نفسه الذي يعتبر من الأنبياء الذين علّموا البشرية الكثير من أعمال التطور والحضارة. ولقّب بـ"إدريس" لكثرة دراسته للعلوم. كما يذكر في الإسلام أنه صاحب صحائف المعرفة وأنه زار الجنة ورُفع إليها. بحسب "تاريخ الطبري" و"مرج الذهب"، فإن (إدريس) المذكور في القرآن هو نفسه (أنس) التوراتي. ذكر "أنس" في سفر التكوين على أنه سابع من عشرة آباء قبل الطوفان. وبخلاف بقية آباء ما قبل الطوفان الذين عاشوا قروناً، لم يذكر عمر "أنس" بل قيل إن الله رفعه من دون شرح مستفيض إلا أن "الله أخذه ولم يعد". في ترجمة القرن الثالث اليونانية للتوراة، المعروفة بالسبعونية، ترجمت "أخذه الله" المذكورة في سفر التكوين إلى "نقله الله" من مكان إلى أخر. ويقال بأنه هو أول من دعا اسم الرب ومنحه الله معرفة الأكوان ومسير الكواكب.

وقد دخل هرمس في الميثولوجيا الإغريقية, وأصبح لاحقاً "ميركور" Mercury (عطارد) عند اللاتينيين. لقد بجّلوه عبر تمثيله بالكوكب عطارد لأنه الأقرب إلى الشمس. من بين كل المخلوقات اختاروا هرمس ليجعلوه الأقرب إلى الله, فأصبح معروف برسول الآلهة.

في الرسومات المصرية القديمة, كان يُصوّر تحوت Thoth وهو يحمل لوح كتابة شمعي ويشغل منصب المدوّن خلال إشرافه على تسجيل نتيجة ميزان أرواح الموتى في قاعة أوزيريس Hall of Osiris للمحاكمة, وهذه إحدى الشعائر الرمزية التي لها دلالات سرّية عظيمة. إن لهرمس أهمية عظيمة بالنسبة للفقهاء الماسونيين Masonic Scholars, لأنه يُعتبر المبتكر الأول لطقوس الإنتساب الماسونية, فهذه الشعائر الخاصة اقتُبست من المحافل السرية Mysteries التي أسّسها هرمس. جميع الرموز الماسونية تقريباً تعتبر ذات طابع هرمسي Hermetic.

تحوت أو توت (إله الحكمة) عند الفراعنة. يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويُصور برأس طائر أبو منجل Ibis. في وقتٍ لاحق أعاد اليونانيون تسميته بـ(أرميس). كما أن العرب أعادوا تسميته بـ(هرمس) ولقب بإسم المعظّم ثلاث مرات, وهو عند المصريين (هرمس الهرامسة). يعزي إليه قدماء المصريين بأنه صاحب كل العلوم والأعمال، والديانة، والفلسفة والسحر. واعتبره الإغريق مخترع علم الفلك والأعداد والتنجيم، والرياضيات، وقياس الأرض، والطب وعلم الزراعة، والطقوس الدينية، والكتابة. في علم الأساطير المصرية لعب تحوت العديد من الأدوار الحيوية والبارزة, فلقد كان إلهاً للسحر والكتابة والأدب والعلم كما أنه اشترك في حساب الموتى. وكان يمتلك قدرات سحرية فائقة، حتى أن المصريين قد اعتقدوا بأن "كتاب تحوت" The Book of Thoth يمكنه أن يحوّل قارئه إلى أعظم ساحر متمكن في العالم. (سيتم الحديث عنه لاحقاً في نفس هذا الفصل المترجم من الكتاب)

لقد درس فيثاغورس Pythagoras مع المصريين ومنهم اكتسب معرفته بالمجسمات الهندسية الرمزية (المعروفة عموماً بالمجسمات الأفلاطونية Platonic solids). كما يعود الفضل إلى هرمس بإصلاح منظومة الروزنامة, حيث هو الذي زاد عدد أيام السنة من 360 إلى 365 يوم, وهذا النظام التقويمي لازال قائماً حتى اليوم. وقد مُنح لقب "ثلاثي العظمة" Thrice Greatest لأنه كان يُعتبر الأعظم بين كل الفلاسفة, الأعظم بين كل الكهنة, الأعظم بين كل الملوك. ومن الجدير بالذكر أن القصيدة الأخيرة لشاعر أميركا المحبوب, هنري وادسورث لونغفيلو Henry Wadsworth Longfellow, كانت قصيدة غنائية في مآثر هرمس. (See Chambers' Encyclopأ¦dia).

تعددت وجهات النظر حول سبب تسميته بـ Trismegistus "ثلاثي العظمة" أو "مثلّث العظمة", وقيل لأنه كان يعرف الأجزاء الثلاثة من حكمة الكون كله؛ وهي الخيمياء Alchemy, التنجيم Astrology والسيمياء Theurgy. يؤمن الهرمسيون بثلاث أقسام للحكمة: الخيمياء؛ تبحث في أمور تتعلق بتحويل المواد الرخيصة مثل الرصاص إلى معدن نفيس مثل الذهب. وتذهب إلى مستوى بحث أمور التحويل الروحي للحياة، والمادي عن طريق دراسة الولادة والموت والعودة إلى الحياة. التنجيم؛ زعم هرمس أنه تعلم التنجيم على يدي زرادشت Zoroaster (نبي فارسي). فهم يؤمنون أن لحركة الكواكب معاني وتأثيرات تتعدى المجال الفيزيائي إذ أنها تمثل فكر الله لذا لها تأثير على الأرض لكنها لا تجبرنا على اتخاذ القرارات. والحكيم هو من يفهم هذه التأثيرات ويتعامل معها بشكل بنّاء. السيمياء؛ مصطلح يعني "علم وفن العمل الإلهي" وهي مجال دراسة الطقوس والتقاليد التي تمارس من أجل التواصل مع الماورائيات أو مع وجوديات لا يمكن استيعابها في العالم المادي، من أجل الإتحاد معها أو تحقيق الكمال الذاتي. يخطئ البعض بربطها بالسحر وهو خطأ شائع. وعند اللاتينيين كان يعرف هرمس بـ Mercurius ter Maximus؛ لأنه كان يصف الإله بثلاث صفات ذاتية هي الوجود والحكمة والحياة.
بخصوصنا نحن ك أبالسة روحيون نتبع تعاليم انكي/thot /shiva /EA /إبليس فإننا نعلم حق اليقين ونتفق تماماً مع المصريين القدامى أن thot هو نفسه هرمس هو نفسه انكي فقط إختلاف الأسماء عبر الأزمنة

فرضيات تتعلق بهويّة "هرمس" Suppositions Concerning The Identity of Hermes فرضيات تتعلق بهويّة "هرمس" Suppositions Concerning The Identity of Hermes Reviewed by th3light on 1:31 PM Rating: 5

1 comment:

  1. هل طقوس عكس التوراه تمنع قيام حرب كبرى من اليهود ومتى يتم قول هذا الطقس؟

    ReplyDelete

Powered by Blogger.