![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkFIP_7FpzabwS8t8KvRp03mB20WcbQj8ZnkxXXhV6Uh9IkPJWdWSs0WMp_TUBAHxAFbV39CGmmtHpWGR6EtBMUjnEXFnPKXQq8SyskzwAAXVxU5G1dVdc6GLynDmIaxREYGHPRjdyegQ8/s400/slaves.jpg)
حراس البوابة
أصحاب الماتريكس وضحايا الماتريكس هم أعداء للحرية بشتى أنواعها وهذا لا جدال فيه. إنهم أعداء لحريتهم الشخصية وحرية البشرية وكل من يحيا في هذا الوهم الثلاثي الأبعاد الذي نسميه بالدنيا. إنهم حراس بوابة الماتريكس الذين لا يناموا حتى يتمكنوا من قمع وكبت الأفكار والمعلومات والعلوم التي تحرّرنا وتحرّرهم أيضاً. وبالطبع فإن لنظام الماتريكس عملاؤه الذين يقومون بهذه المهام وهم يشغلون المناصب الإقتصادية والسياسية والدينية والإعلامية والعسكرية وسوق العمل والتسويق والإنتاج. هؤلاء جميعاً يسهرون على خَلق شعب من الخراف المشفّرة بكود العاطفة والسجن الفكري.
ولو كان أمر القمع والسيطرة هذا حكراً على الماتريكس لكان أمراً شاقاً، لكنهم وجدوا الطريق السهل ليُحكموا سيطرتهم، وإحكام سيطرتهم يكون بتعليمنا كيف نُحكِم سيطرتنا بأنفسنا على ذاتنا… يكون بتعليمنا فن كبت أنفسنا وقمعها وتدميرها. نحن نساعدهم في مهمتهم دون أن نعلم. إن البشرية تعمل كحارس الأمن. حارس على الأغلب لا يعرف من يحرس ولماذا يقوم بالحراسة أصلاً. وإن كنا على قدر من الوعي بحيث سنعمل على التحرر من هذا السجن الذبذبي الكبير، فكل ما نحتاجه هو تقديم إستقالتنا من أدوارنا كعملاء ووكلاء لنظام الماتريكس. لأجل أن ننال حريتنا علينا أن نساعد بعضنا حتى نستعيد حريتنا، حريتنا تشملنا أجمعين. إنها ليست قضية حرية أمة أو شعب أو بلد أو وطن… هذه تفاهات ومن جديد سجن من سجون الماتريكس. إنها حرية الكرة الأرضية بأكملها.
نحن نريد لأطفالنا أن يعيشوا في عالم حرّ، صحيح؟ إذاً لماذا لا نسمح لهم حتى بالعيش في منزل ديمقراطي يعتمد الرأي الحرّ؟ إن برمجة وتعليب الاطفال منذ الصغر من قِبَل الأهل هي من أعظم نشاطات حراس بوابة الماتريكس. الأهل يخدمون الماتريكس دون أن يعلموا. فإن كان الأهل مسلمين أو مسيحيين، ويقومون بالتصويت لهذا الفريق السياسي أو ذاك، ينتمون لوطن معين وطائفة معينة، لطبقة عاملة معينة سواء الطبقة الفقيرة أو الطبقة الثرية، أو أي تفاهة كانت… فإنهم يقومون تلقائياً بفرض كل هذا على أطفالهم وأحفادهم. إن الطفل ليس سوى إنعكاس أو ظل باهت لعائلته والضغط الذي يمارسونه عليه حتى يصبح نسخة منهم، ضغط كبير. ومجرد فكرة إحترام حقوق الطفل بعدم فرض أي فكرة عليه أو دين أو طائفة أو انتماء، هي فكرة تجعل الأهل يثورون لمجرد طرح الموضوع حتى ولو على سبيل المناقشة. إذ لا احترام لأحاسيس ومشاعر وحرية الطفل الذهنية والفكرية، ولا احترام لتميُّز الطفل ولقدرته على التعبير عن نفسه بالطريقة التي يرتئيها.
والأهل هُم ضحيّة أهلهم الذين علّبوهم، وأهلهم ضحية أهلهم، والسلسة تعود بنا حتى أول ضحايا التاريخ. لقد التقيت ذات مرة برجل بلغ الستين من العمر لكنه لا يزال يحمل بداخله ذنباً يدمّره لأنه لم يحقق ما أراده له والده أن يحققه. أي نوع من الآباء هذا؟ لقد كان ماهراً في تدمير إبنه عاطفياً والسيطرة عليه ذهنياً، فهنيئاً له هذه الأبوة الدكتاتورية. كم واحد منّا لم يفعل ما يريده ويتمناه في حياته لسبب بسيط هو أنه يخشى لوم عائلته له أو تخييب ظنهم فيه؟ لكنها حياتنا وحقنا في أن نكون ما نختاره وما نشعر به لا ما يريده غيرنا، فكل روح تزور الأرض لأجل أداء دورها لا دور غيرها…
الأمر نفسه ينطبق على الزوجات والأزواج والأولاد والشريكان. وليراقب كل منا حالته. كم من واحد حولك تحبه وتهتم لأمره، لكنه يكبت ويقمع ما تريد أنت أن تكونه بحجة أنك تهتم لمشاعره ولا تريد أن تجرحه؟ إنه آلكتراز (سجن) عاطفي وذهني محكم البناء… كل هذه العواطف الميتة حولت علاقاتنا لسجون قبيحة مشينة، وأصبح الزواج شيئاً من أقبح الأشياء والعائلات سجناً من أبشع السجون.
لكن لا تسيئوا فهمي… أنا لا أتحدث عن عنف أو إنقلاب.. أنا أعني فقط أنه على كل واحد فينا أن يعبّر عن نفسه، أن يقول ما يفكّر به ويشعر به… وهذا يعني أن نتوقف عن عيش المثال أو الشخص الذي يريده لنا مَن حولنا أن نكونه، وأن نبدأ بعيش من هو نحن بحق. فإن كان هذا فوق احتمالهم ومخيباً لآمالهم فهذه مشكلتهم وعليهم أن يتعاملوا معها بأنفسهم ويجدوا لها حلاً. كفاهم كونهم حراساً لبوابة الماتريكس دون أجر.
وأكبر العلل في حياتنا هي أن الجميع مهتم بنيْل حريته، لكنه لا يكترث بأن ينال غيره حريته أيضاً، ومستحيل أن تكون حراً ما لم يكون الآخر حرّ. فالحر عليه أن يجد حراً مثله حتى يتعامل معه. لكننا لا نفهم هذا بعد… كم هو حجم توقك لتكون حراً في الوقت الذي تحاول فيه فرض سيطرتك وآرائك على من حولك؟
إن أعظم هدية بإمكاننا منحها لأولادنا هي منحهم حرية التفكير لأنفسهم بأنفسهم حتى ولو لم نتوافق معهم فيما يتبنّونه من آراء ومواقف ونظريات.علينا تشجيعهم على القراءة وعلى طرح الأسئلة أياً ما كان نوعها حتى يتوصلوا لاستنتاجاتهم الخاصة. وأن نحترم اختلافهم عنا دون الحاجة لفرض معتقداتنا الخاصة عليهم، ولأن نرمي تلك المقولة الساذجة بأن الأهل يعرفون مصلحة أولادهم. بالطبع علينا توجيههم وإرشادهم إن مالت تصرفاتهم نحو الإنحراف وأدت لإيذاء الآخرين والتسبب بالأذى لهم. لكني هنا أتحدث عن تشجيعهم على تحرير عقولهم وفتحها لاستقبال وتلقي جميع الإحتمالات. فالأهل لديهم آفة فظيعة تتلخص في قلقهم وخوفهم مما سيقوله الجيران والأصدقاء والمعلمة في المدرسة عن أولادهم، دون اهتمام بما يريده أولادهم فعلاً… إنهم يفضلون الجيران والأصدقاء والمعلمين على أولادهم… نعم، هذا شعور لاواعي قد لا يعيه الأهالي لكنه مشين… فالصحوة أيها الأهل الصحوة.
وبعد العلاقات العائلية تأتي كارثة أخرى وهي علاقات الشاب والفتاة أي الأحباب أو العشاق أو المتزوجين.
جميعنا مسجون داخل سجن إسمه التوقعات وكيف يجب أن تسير الأمور لأنها مع أهلنا سارت كذا وكذا ومع جيراننا حدث كذا وكذا فلماذا سنكون نحن استثناء؟ لكن بمجرد أن يتكون لديك توقعاً وتصميم وديكور ذهني لما يجب أن يكون عليه الحب، أو لمكوِّنات الحب أو العلاقة أو الصداقة، فأنت تسجن نفسك فوراً في هذا الشكل من الأفكار. وهذا السجن يصبح الزاوية التي تحكم من خلالها على الأمور. فإن اتخذت العلاقة بينك ومن تُحِب شكلاً آخر فإنك تُصاب بخيبة أمل وتشعر بالخيانة والإحباط. رغم أن الشكل الذي أخذته العلاقة قد يكون مفيداً لنا ولتجربتنا الروحية على الأرض ولوعينا ونموُّنا الروحي، لكن لا… نرفضه طالما أنه خارج سرب النسخ المطبوعة والمزيفة. لا نريد أن نكون نسخة أصلية.
“أنت لا تقبّلني ولا تُمسك بيدي وتُسمعني عبارات الغزل وتُهديني عقداً غالي الثمن كما صديقتي وحبيبها”… حسناً هذا ربما لأنني لست صديقتك وحبيبها… إنني أنا.
هذه هي علاقاتنا سطحية ومزيفة وهشة تهتم بالمظهر لا بالجوهر.
إن أغلب العلاقات بين الرجل والمرأة لا تحقق الهدف الكوني المرجو منها ولا تصل للإكتمال الذبذبي الذي تنبع منه هذه القوة الثالثة ولا تفتح باب الأبعاد الروحية. لذا فالعلاقات اليوم بين الأنثى والذكر ليسا بمشكلة بالنسبة للماتريكس لأنهما تحت السيطرة. بل على العكس فعلاقاتهم هي أداة مفيدة لخدمة الماتريكس.
ورغم هذا فتوحّد الذكر والأنثى ليس كل الطريق بل نصف الطريق، وهذه القوة الثالثة التي تفتح باب الأبعاد بالإمكان فتحها بشكل أقوى وأبدي حين نكمل الطريق ولا نعتمد على البداية فقط… علينا أن نجتاز البداية ونبدأ بتوحيد الذكر والأنثى بداخل كل واحد منا… ليس معنى أنك أتيت في جسد ذكر أنك ذكر فقط بل الأنثى موجودة طاقتها بداخلك، وليس معنى أنك أتيتِ بجسد أنثى أنك أنثى فقط بل طاقة الذكر موجودة بداخلك، وما لم يتوحد الأنثى والذكر الداخليين فلا مجال للإستنارة والروحانية الحقيقية وفتح البصيرة… ح.
لكن نظام الماتريكس ولأجل أن يمنع وصولنا لهذا التوحد الداخلي الذي هو الأهم على درب رحلتنا، فقد بدأ منذ صغرنا بقمع الأنثى داخل الذكر… “لا تبكي، فالرجال لا يبكون… البكاء للبنات”… كم من مرة سمعتم هذه العبارة؟ ويقمعون الذكر داخل الأنثى: “أنتِ فتاة، لا تلعبي ألعاب الأولاد واذهبي للمطبخ تعلمي شيئاً ينفعك”… كم من مرة سمعتم هذه العبارة؟
إنه لمن المهم لأصحاب الماتريكس أن يعمل عبيدهم لهم ويؤدون دورهم في جهل تام دون دراية منهم بما يفعلون.
باختصار…
أنت تولد في عائلة تخبرك بأن 2+2=5، ثم تذهب إلى المدرسة ويخبروك هناك بأن 2+2=5، وبعدها تلتحق بالجامعة ويخبرك الدكاترة الذين يحملون ألقاباً ودرجات تسبق أسمائهم لدرجة يطول انتظارك معها حتى ينطق إسمه بأن 2+2=5، والإعلام يؤكد يومياً على أن 2+2=5 فهذه هي نسخة الحقيقة التي يخدمون ولها يروّجون. وجميع الناس من حولك بذات الشيء يؤمنون لأنهم من نفس المؤسسات والجهات مشفرون.
وليس من عجب في نهاية المطاف حين تجدنا نحيا عالماً مادياً مقلوباً رأساً على عقب، يحكمه واقع 2+2=5
البرمجة (الماتركس ) : حراس البوابة
Reviewed by th3light
on
6:11 AM
Rating:
![البرمجة (الماتركس ) : حراس البوابة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkFIP_7FpzabwS8t8KvRp03mB20WcbQj8ZnkxXXhV6Uh9IkPJWdWSs0WMp_TUBAHxAFbV39CGmmtHpWGR6EtBMUjnEXFnPKXQq8SyskzwAAXVxU5G1dVdc6GLynDmIaxREYGHPRjdyegQ8/s72-c/slaves.jpg)
No comments: