س: هل من الممكن أن أتأمل بدون أي تقنية؟
--------------------------------------------------------------------------------
إن سؤالك ذو أهميةٍ كبيرةٍ لأن التأمل بحد ذاته لا يحتاج أي تقنيةٍ ، لكن التقنيات ضرورية لتجاوز العقبات في طريق التأمل . لذا يجب عليك أن تفهم الآتي : التأمل بحد ذاته لا يحتاج أي تقنيةٍ ، إنه فهمٌ بسيطٌ ، وعيٌ ، إدراكٌ ، يقظة . فالوعي ليس تقنيةً ، كما اليقظة ليست تقنية . لكن في طريقك لليقظة ، هناك بعض العوائق . لقرونٍ و الإنسان يجمع و يكدس هذه العوائق ، و التي يجب إزالتها . التأمل لا يستطيع إزالتها وحده ، يحتاج بعض التقنيات .
إذاً وظيفة التقنية هي تهيئة الأرضية فقط ، تمهيد الطريق ، الممر . التقنيات بحد ذاتها ليست التأمل . إن عولت على التقنيات فقط ، فقد أضعت الفكرة .
شدد كريشنا مورتي خلال حياته كلها على عدم وجود تقنية للتأمل ، و النتيجة كانت أن الملايين اقتنعوا أن لا حاجة لتقنية لاختبار التأمل ، لم تكن النتيجة اختبارهم للتأمل حقاً . نسوا تماماً أن يتعاملوا مع العوائق و العقبات . بقوا مقتنعين فكرياً فقط أن لا حاجة للتقنيات لاختبار التأمل .
لقد قابلت العديد من تلاميذ كريشنا مورتي ، أصدقاء حميميين كانوا ، و قد قلت لهم : " لا حاجة للتقنيات ، أوافقكم الرأي تماماً ، لكن ، هل حدث التأمل لكم أو لأي أحد ممن كانوا يستمعون لكريشنا مورتي؟" ، على الرغم من أن ما قاله صحيح تماماً ، إلا أنه أشار للجانب الإيجابي فقط من الإختبار ، فلأجل الجانب السلبي منه ، كل التقنيات ضروريةٌ ، ضروريةٌ بالمطلق . إن لم تكن التربة صالحة للزراعة ، نظيفةٌ من شتى أنواع الأعشاب الضارة ، فإنك لن تستطع أن تزرع الأزهار الجميلة .
أنت تسأل: " هل من الممكن أن أتأمل بدون أي تقنيةٍ؟ " ، إن ذلك ليس ممكناً فقط ، بل إنه الإمكانية الوحيدة . لا حاجة لأي تقنيةٍ أبداً طالما أننا نتكلم عن التأمل فقط ، لكن ما الذي ستفعله بشأن عقلك؟ سيخلق عقلك شتى أنواع العوائق . إذاً هذه التقنيات ضرورية لإزالة عوائق العقل ، لخلق مساحة من السكون حيث يمكن فيها للعقل أن يصبح صامتاً ، ساكناً ، غائباً تقريباً . عندها يحدث التأمل من تلقاء نفسه .
إذاً القضية ليست في التقنية ، لست بحاجة لفعل أي شيء ، فالتأمل حالة طبيعية تماماً ، حالة مدفونةٌ في أعماقك و التي تحاول إيجاد طريقها للسماءِ الفسيحةِ ، للشمسِ ، للهواء . لكن العقل يحيط بها من كل الجوانب ، كل الأبواب مغلقةٌ . التقنيات ضروريةٌ لكي تُفتح النوافذُ و الأبوابُ ، عندها ، كل السماء متاحةٌ أمامك بكل جمالها ، بكل نجومها . إنها فقط تلك النافذة الصغيرة التي تمنعك من رؤية السماء . إن قشةً صغيرةً تدخل عينيك تمنعك من رؤية السماءِ الفسيحةِ لأنك لن تتمكن من فتح عينيك . لهوَ من غير المنطقي أبداً أن قشةً بحقارتها و صغرها تمنعك من رؤية النجوم ِ الرائعةِ و السماءِ اللانهائية ، لكن الحقيقة نعم . إذاً التقنيات ضروريةٌ لإزالة هذه القشة من عينيك .
التأمل هو طبيعتك ، طاقتك الكامنة ، إنه الإسم الآخر لليقظة .
التأمل ببساطةٍ هو الوعيُ دون أي جهدٍ يُبذل ، يقظةٌ سلسةٌ ، لا يحتاج لأي تقنيةٍ . لكن عقلك مليءٌ بالأفكار ، بالأحلام ، إما في الماضي ، أو المستقبل ، ليس حاضراً هنا – الآن ، و الوعي يحتاج ل هنا – الآن . التقنيات ضرورية لتقطع جذورك من الماضي ، لتبدد أحلامك المستقبلية و تبقيك هنا – الآن في هذه اللحظة المقدسة السرمدية . عندها لا حاجة لأي تقنية .
ذهب توفيق لزيارة صديقه السيد سمير الذي كان يحتضر، "هلا أسديت لنا خدمة؟ " قال توفيق، "عندما تذهب للجنة ، هلا وجدت طريقة تعلمني بها إن كانوا يلعبون كرة القدم في الأعلى أم لا؟" ، فوعد السيد سمير أنه سيحاول إيجاد طريقةٍ لإعلام صديقه . بعد عدة أيام من وفاة السيد سمير، رن الهاتف: " ألو..... توفيق؟... إنه صديقك سمير!! " رد توفيق متفاجئاً : "سمير؟!!!! هل هذا حقاً أنت؟!! "، أجابه سمير: " بالطبع، اسمع، لدي أخبار جيدةٌ لك، و أخرى سيئةٌ أيضاً، الخبر الجيد أنهم يلعبون كرة القدم هنا ، أما الخبر السيء ، فستحرس المرمى الأحد المقبل!!".
الحياة علاقةٌ معقدةٌ ، فهناك أخبار جيدةٌ و هناك أخرى سيئةٌ ، الخبر الجيد هو أن لا حاجة لأي تقنية، أما السيء فإنك لن تختبر التأمل دون أي تقنية .
--------------------------------------------------------------------
أوشو
--------------------------------------------------------------------------------
إن سؤالك ذو أهميةٍ كبيرةٍ لأن التأمل بحد ذاته لا يحتاج أي تقنيةٍ ، لكن التقنيات ضرورية لتجاوز العقبات في طريق التأمل . لذا يجب عليك أن تفهم الآتي : التأمل بحد ذاته لا يحتاج أي تقنيةٍ ، إنه فهمٌ بسيطٌ ، وعيٌ ، إدراكٌ ، يقظة . فالوعي ليس تقنيةً ، كما اليقظة ليست تقنية . لكن في طريقك لليقظة ، هناك بعض العوائق . لقرونٍ و الإنسان يجمع و يكدس هذه العوائق ، و التي يجب إزالتها . التأمل لا يستطيع إزالتها وحده ، يحتاج بعض التقنيات .
إذاً وظيفة التقنية هي تهيئة الأرضية فقط ، تمهيد الطريق ، الممر . التقنيات بحد ذاتها ليست التأمل . إن عولت على التقنيات فقط ، فقد أضعت الفكرة .
شدد كريشنا مورتي خلال حياته كلها على عدم وجود تقنية للتأمل ، و النتيجة كانت أن الملايين اقتنعوا أن لا حاجة لتقنية لاختبار التأمل ، لم تكن النتيجة اختبارهم للتأمل حقاً . نسوا تماماً أن يتعاملوا مع العوائق و العقبات . بقوا مقتنعين فكرياً فقط أن لا حاجة للتقنيات لاختبار التأمل .
لقد قابلت العديد من تلاميذ كريشنا مورتي ، أصدقاء حميميين كانوا ، و قد قلت لهم : " لا حاجة للتقنيات ، أوافقكم الرأي تماماً ، لكن ، هل حدث التأمل لكم أو لأي أحد ممن كانوا يستمعون لكريشنا مورتي؟" ، على الرغم من أن ما قاله صحيح تماماً ، إلا أنه أشار للجانب الإيجابي فقط من الإختبار ، فلأجل الجانب السلبي منه ، كل التقنيات ضروريةٌ ، ضروريةٌ بالمطلق . إن لم تكن التربة صالحة للزراعة ، نظيفةٌ من شتى أنواع الأعشاب الضارة ، فإنك لن تستطع أن تزرع الأزهار الجميلة .
أنت تسأل: " هل من الممكن أن أتأمل بدون أي تقنيةٍ؟ " ، إن ذلك ليس ممكناً فقط ، بل إنه الإمكانية الوحيدة . لا حاجة لأي تقنيةٍ أبداً طالما أننا نتكلم عن التأمل فقط ، لكن ما الذي ستفعله بشأن عقلك؟ سيخلق عقلك شتى أنواع العوائق . إذاً هذه التقنيات ضرورية لإزالة عوائق العقل ، لخلق مساحة من السكون حيث يمكن فيها للعقل أن يصبح صامتاً ، ساكناً ، غائباً تقريباً . عندها يحدث التأمل من تلقاء نفسه .
إذاً القضية ليست في التقنية ، لست بحاجة لفعل أي شيء ، فالتأمل حالة طبيعية تماماً ، حالة مدفونةٌ في أعماقك و التي تحاول إيجاد طريقها للسماءِ الفسيحةِ ، للشمسِ ، للهواء . لكن العقل يحيط بها من كل الجوانب ، كل الأبواب مغلقةٌ . التقنيات ضروريةٌ لكي تُفتح النوافذُ و الأبوابُ ، عندها ، كل السماء متاحةٌ أمامك بكل جمالها ، بكل نجومها . إنها فقط تلك النافذة الصغيرة التي تمنعك من رؤية السماء . إن قشةً صغيرةً تدخل عينيك تمنعك من رؤية السماءِ الفسيحةِ لأنك لن تتمكن من فتح عينيك . لهوَ من غير المنطقي أبداً أن قشةً بحقارتها و صغرها تمنعك من رؤية النجوم ِ الرائعةِ و السماءِ اللانهائية ، لكن الحقيقة نعم . إذاً التقنيات ضروريةٌ لإزالة هذه القشة من عينيك .
التأمل هو طبيعتك ، طاقتك الكامنة ، إنه الإسم الآخر لليقظة .
التأمل ببساطةٍ هو الوعيُ دون أي جهدٍ يُبذل ، يقظةٌ سلسةٌ ، لا يحتاج لأي تقنيةٍ . لكن عقلك مليءٌ بالأفكار ، بالأحلام ، إما في الماضي ، أو المستقبل ، ليس حاضراً هنا – الآن ، و الوعي يحتاج ل هنا – الآن . التقنيات ضرورية لتقطع جذورك من الماضي ، لتبدد أحلامك المستقبلية و تبقيك هنا – الآن في هذه اللحظة المقدسة السرمدية . عندها لا حاجة لأي تقنية .
ذهب توفيق لزيارة صديقه السيد سمير الذي كان يحتضر، "هلا أسديت لنا خدمة؟ " قال توفيق، "عندما تذهب للجنة ، هلا وجدت طريقة تعلمني بها إن كانوا يلعبون كرة القدم في الأعلى أم لا؟" ، فوعد السيد سمير أنه سيحاول إيجاد طريقةٍ لإعلام صديقه . بعد عدة أيام من وفاة السيد سمير، رن الهاتف: " ألو..... توفيق؟... إنه صديقك سمير!! " رد توفيق متفاجئاً : "سمير؟!!!! هل هذا حقاً أنت؟!! "، أجابه سمير: " بالطبع، اسمع، لدي أخبار جيدةٌ لك، و أخرى سيئةٌ أيضاً، الخبر الجيد أنهم يلعبون كرة القدم هنا ، أما الخبر السيء ، فستحرس المرمى الأحد المقبل!!".
الحياة علاقةٌ معقدةٌ ، فهناك أخبار جيدةٌ و هناك أخرى سيئةٌ ، الخبر الجيد هو أن لا حاجة لأي تقنية، أما السيء فإنك لن تختبر التأمل دون أي تقنية .
--------------------------------------------------------------------
أوشو
س: هل من الممكن أن أتأمل بدون أي تقنية؟
Reviewed by th3light
on
12:43 PM
Rating:
No comments: